رسول الله في أعين محبيه
رسول الله في عين الإمام الشعراني
العارف سيدي عبد الوهاب الشعراني
ت 972 هجرية
* يقول الإمام عبد الوهاب الشعراني في بيان صحة الإسراء :-
اعلم أن الأصل في قصة الإسراء قوله تعالى " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو
السميع البصير "
يقول :- فما نقل الحق تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم من مكان إلى مكان إلا
إلا ليريه ما خص الله تعالى به ذلك المكان من الآيات والعجائب الدالة على قدرته
من حيث وصف خاص لا يعلم من الله تعالى إلا بتلك الآية ، كأنه تعالى يقول :
فأسريت بعبدي إلا لرؤية الآيات لا إلىّ وأنا معه حيث كان 0
فإن قلت فما بقى إلا أن رؤية الملك في دسكرة ملكة وجنوده أعلى في التعظيم
وحصول الهيبة من رؤيته وهو متنكر ، وإنما كان تعالى لا يحويه المكان ، لأن
المكان المعقول هو من سقف العرش إلى تخوم الأرضيين ، وذلك كالذرة بالنسبة
لما فوق العرش ولما تحت التخوم ، فإن صعد العرش إلى أبد الأبدين لايجد بعده
سقفا أو نزل العرش أبد الأبدين لا يجد له أرضا 0
ومن رأى الوجود هذه الرؤية ، بعد عن القول بالجسمية تعالى عن ذلك 0
* ثم يقول : ومن فوائد الإسراء أيضا ، التنويه بشرف مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومدحه نظير تمدحه تعالى بالإستواء على العرش والثناء بذلك على نفسه عز
وجل ، فإن العرش أعظم الأجسام ، لإحتوائه على جميع الموجودات ، فليس
سقف فى العلو ولا أرض فى السفل ، وإنما خص الإستواء به لأنه غاية مطمح
أبصار المؤمنين ، وأما العارفون من الأنبياء وكل أتباعهم فيرون هذا العرش
بالنسبة لاتساع الوجود كالذرة الطائرة فى الهواء ليس لها سقف ترسى عليه ولا
أرض تنزل عليها 0
فسبحان مالا يعرف قدره غيره 0
* وفى الشفاعة قال :-
ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أول شافع يوم القيامة
وأول مشفع فلا يتقدم أحد عليه ، وإنما خص يوم القيامة بالسيادة
لأنه يوم ظهورها لكل أحد ، كقوله تعالى :-
" لمن الملك اليوم " هذا بخلاف شرفه في الدنيا وسيادته فإنها لا تخلو من منازع0
وقال الشيخ محي الدين بن عربي : وإنما أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأنه أول شافع
وأول مشفع شفقة علينا لنستريح من التعب الحاصل بالذهاب إلى نبي بعد نبي
في ذلك اليوم العظيم ونصبر في مقامنا مستريحين حتى تأتى نوبته صلى الله عليه وسلم ويقول :
أنا لها أنا لها ، فكل من لم يبلغه هذا الحديث أو يبلغه ونسيه لابد منه تعبه بالذهاب
إلى نبي بعد نبي ، فما أكثر شفقته على أمته 0
* ثم يقول : وقال الحافظ السيوطي : لنبينا ثمان شفاعات :-
1- أعظمها شفاعته في تعجيل حساب الخلائق وهى مختصة به صلى الله عليه وسلم 0
2- إدخال قوم الجنة بغير حساب وهى أيضا مختصة به صلى الله عليه وسلم 0
3- فيمن استحق دخول النار ألا يدخلها وتردد النووى فى اختصاصه بها 0
4- إخراج من أدخل النار من الموحدين حتى لا يبقى فيها أحد منهم 0
ويشاركه فى هذه الشفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنون 0
5- زيادة الدرجات فى الجنه لأهلها 0
6- شفاعته فى جماعة من صلحاء أمته ليتجاوز عنهم فى تقصيرهم فى الطاعات 0
7- فى التخفيف عمن خلد فى النار من الكفار فى أوقات مخصوصة 0
8- فى أطفال المشركين ألا يعذبوا
رسول الله في عين الإمام الشعراني
العارف سيدي عبد الوهاب الشعراني
ت 972 هجرية
* يقول الإمام عبد الوهاب الشعراني في بيان صحة الإسراء :-
اعلم أن الأصل في قصة الإسراء قوله تعالى " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو
السميع البصير "
يقول :- فما نقل الحق تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم من مكان إلى مكان إلا
إلا ليريه ما خص الله تعالى به ذلك المكان من الآيات والعجائب الدالة على قدرته
من حيث وصف خاص لا يعلم من الله تعالى إلا بتلك الآية ، كأنه تعالى يقول :
فأسريت بعبدي إلا لرؤية الآيات لا إلىّ وأنا معه حيث كان 0
فإن قلت فما بقى إلا أن رؤية الملك في دسكرة ملكة وجنوده أعلى في التعظيم
وحصول الهيبة من رؤيته وهو متنكر ، وإنما كان تعالى لا يحويه المكان ، لأن
المكان المعقول هو من سقف العرش إلى تخوم الأرضيين ، وذلك كالذرة بالنسبة
لما فوق العرش ولما تحت التخوم ، فإن صعد العرش إلى أبد الأبدين لايجد بعده
سقفا أو نزل العرش أبد الأبدين لا يجد له أرضا 0
ومن رأى الوجود هذه الرؤية ، بعد عن القول بالجسمية تعالى عن ذلك 0
* ثم يقول : ومن فوائد الإسراء أيضا ، التنويه بشرف مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومدحه نظير تمدحه تعالى بالإستواء على العرش والثناء بذلك على نفسه عز
وجل ، فإن العرش أعظم الأجسام ، لإحتوائه على جميع الموجودات ، فليس
سقف فى العلو ولا أرض فى السفل ، وإنما خص الإستواء به لأنه غاية مطمح
أبصار المؤمنين ، وأما العارفون من الأنبياء وكل أتباعهم فيرون هذا العرش
بالنسبة لاتساع الوجود كالذرة الطائرة فى الهواء ليس لها سقف ترسى عليه ولا
أرض تنزل عليها 0
فسبحان مالا يعرف قدره غيره 0
* وفى الشفاعة قال :-
ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أول شافع يوم القيامة
وأول مشفع فلا يتقدم أحد عليه ، وإنما خص يوم القيامة بالسيادة
لأنه يوم ظهورها لكل أحد ، كقوله تعالى :-
" لمن الملك اليوم " هذا بخلاف شرفه في الدنيا وسيادته فإنها لا تخلو من منازع0
وقال الشيخ محي الدين بن عربي : وإنما أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأنه أول شافع
وأول مشفع شفقة علينا لنستريح من التعب الحاصل بالذهاب إلى نبي بعد نبي
في ذلك اليوم العظيم ونصبر في مقامنا مستريحين حتى تأتى نوبته صلى الله عليه وسلم ويقول :
أنا لها أنا لها ، فكل من لم يبلغه هذا الحديث أو يبلغه ونسيه لابد منه تعبه بالذهاب
إلى نبي بعد نبي ، فما أكثر شفقته على أمته 0
* ثم يقول : وقال الحافظ السيوطي : لنبينا ثمان شفاعات :-
1- أعظمها شفاعته في تعجيل حساب الخلائق وهى مختصة به صلى الله عليه وسلم 0
2- إدخال قوم الجنة بغير حساب وهى أيضا مختصة به صلى الله عليه وسلم 0
3- فيمن استحق دخول النار ألا يدخلها وتردد النووى فى اختصاصه بها 0
4- إخراج من أدخل النار من الموحدين حتى لا يبقى فيها أحد منهم 0
ويشاركه فى هذه الشفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنون 0
5- زيادة الدرجات فى الجنه لأهلها 0
6- شفاعته فى جماعة من صلحاء أمته ليتجاوز عنهم فى تقصيرهم فى الطاعات 0
7- فى التخفيف عمن خلد فى النار من الكفار فى أوقات مخصوصة 0
8- فى أطفال المشركين ألا يعذبوا